المجامع اللغوية ودعم الترجمة والتعريب: محاضرة بمركز الترجمة والتعريب
إسهاماً من مركز الترجمة والتعريب بجامعة الملك عبد العزيز في الاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام، نظّم المركز محاضرة افتراضية عبر منصة (زوم) بعنوان: "دور المجامع اللغوية في دعم التعريب والترجمة: الواقع والتطلعات"، مستضيفاً سعادة أ.د. عبد الرحمن السليمان، أستاذ اللغويات والترجمة بجامعة لوفان ببلجيكا، وعضو مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية بمكة المكرمة.
وفي بداية اللقاء رحب مدير مركز الترجمة والتعريب، د. حسين محمد القرني بالمحاضر وضيوف المحاضرة، وأشار إلى أن هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة والفعاليات التي أعدتها الجامعة للاحتفاء بهذه المناسبة، والتي يرعاها معالي رئيس الجامعة أ.د. عبدالرحمن بن عبيد اليوبي، وتضمنت عدداً من الفعاليات المقدمة بالتعاون بين الجهات المعنية باللغة العربية داخل جامعة الملك عبدالعزيز، كقسم اللغة العربية وآدابها، ومعهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومركز التميز البحثي في اللغة العربية، وعمادة شؤون الطلاب، ووقف لغة القرآن، إضافة إلى عدد من الجهات من خارج الجامعة كمنظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو)، والنادي الأدبي الثقافي بالرياض، والنادي الأدبي بجدة.
ثم بدأ المحاضر أ.د. عبدالرحمن السليمان محاضرته التي اشتملت على ثلاثة محاور: واقع اللغة العربية، والمجامع اللغوية العربية، وأهم واجبات مجامع اللغة العربية. واستعرض في المحور الأول واقع استعمال اللغة العربية في التدريس في الوطن العربي في التعليم العام والتعليم العالي، وأشار إلى ظاهرة العزوف عن التدريس باللغة العربية في عدد من التخصصات الصحية العلمية في معظم الجامعات العربية، واستبدالها بالإنجليزية في المشرق العربي، وبالفرنسية في المغرب العربي، وما يترك ذلك من آثار علمية ولغوية وثقافية واقتصادية. كما أشار إلى عدد من الظواهر الاجتماعية كالهجرات والجزائر اللغوية، ومزاحمة اللغة الوطنية، التي تؤثر على الواقع اللغوي في العالم العربي، وضرورة معالجته.
ثم استعرض في المحور الثاني المجامع اللغوية العربية التي بدأ إنشاؤها قبل 100 عام في دول العالم العربي، وأشار إلى إنشاء مجمعين افتراضيين في المملكة العربية السعودية عام 2012م أحدهما في مكة والآخر في المدينة، وإلى إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، واستعرض أبرز أهداف الإنشاء وأعرب عن أمله أن يحقق هذا المجمع ما لم تحققه المجامع السابقة وأن يتجاوز العقبات التي واجهت عملها نظراً لما للمملكة العربية السعودية من مكانة في نفوس العرب والمسلمين؛ فهي منبع الدين الإسلامي والموطن الأول الذي ظهرت فيه اللغة العربية، والأمل المعقود على نجاح المجمع لما يحظى به من رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين.
وفي المحور الثالث أشار د. السليمان إلى أن من أهم واجبات مجامع اللغة العربية أن تعد السياسة اللغوية للدول والتخطيط اللغوي الذي يعمل لاستغلال إمكانات اللغة ومستعمليها والمتخصصين فيها، والأهم من ذلك إعداد سياسة مصطلحية تواكب المستجدات وتعمل على تقييس أو معيرة المصطلحات، وتعميمها للطريقة الأنسب لطرائق الاستعمال. وعرج على أهمية دعم برامج تأهيل المترجمين، وشدد على أهمية تمكن المترجم من اللغة الأم، خصوصاً في قضايا النحو والصرف، وضرورة الاستثمار في التقنيات الحديثة، وأن يكون عمل المجامع اللغوية مدعوماً بالتشريعات السياسية التي تخلق له الواقع القابل للتنفيذ، وتعمل على استثمار الموارد المالية والبشرية في خدمة قضايا التعريب بالشكل الملائم.
وختمت المحاضرة بعدد من المداخلات والأسئلة التي أثرت موضوع المحاضرة، ثم قدم مدير مركز الترجمة والتعريب شكره لضيف المحاضرة وجمهورها، أشار إلى أن مركز الترجمة والتعريب بجامعة الملك عبد العزيز يقيم هذه المحاضرات بشكل دوري، ويستضيف عدداً من المتخصصين والمهتمين بقضايا الترجمة والتعريب. رابط المحاضرة على يوتيوب.
|